هو أبو الحسن علي بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر(عليهما السلام) المعروف بالعُريضي، لأنّه سكن العُريض من نواحي المدينة المنوّرة، فنُسب إليها ، كان صبيّاً لم يبلغ الحلم عند وفاة أبيه الصادق(ع) عام 148ﻫ،
كان(رضوان الله عليه) علماً من أعلام القرن الثاني والثالث الهجري، حيث تربّى وتعلّم عند أخيه الإمام الكاظم(ع)، كما أنّه عاصر الإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي(عليهم السلام)، وصاحبهم في أسفارٍ عديدة، وأخذ منهم العلوم والفضائل الكثيرة، وكان أمين سرّهم، وخازن أموالهم.كان وجيهاً محترماً لدى الشيعة الإمامية، حيث يفدون إليه، وينهلون من علومه التي تلقّاها من المعصومين(عليهم السلام).
من أقوال العلماء فيه1ـ قال الشيخ المفيد(قدس سره): «وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَاوِيَةً لِلْحَدِيثِ، سَدِيدَ الطَّرِيقِ، شَدِيدَ الْوَرَعِ، كَثِيرَ الْفَضْلِ، وَلَزِمَ أَخَاهُ مُوسَى(ع)، وَرَوَى عَنْهُ شَيْئاً كَثِيراً»(2).
أدبه مع الإمام الجواد(ع)قال محمّد بن الحسن بن عمّار: «كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَالِساً بِالمَدِينَةِ، وَكُنْتُ أَقَمْتُ عِنْدَهُ سَنَتَيْنِ أَكْتُبُ عَنْهُ مَا يَسْمَعُ مِنْ أَخِيهِ ـ يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ(ع) ـ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرِّضَا(ع) الْمَسْجِدَ ـ مَسْجِدَ الرَّسُولِ(ص) ـ فَوَثَبَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ بِلَا حِذَاءٍ وَلَا رِدَاءٍ فَقَبَّلَ يَدَهُ وَعَظَّمَهُ.فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَر (ع): اجْلِسْ رَحِمَكَ اللهُ، فَقَالَ: يَا سَيِّدِي كَيْفَ أَجْلِسُ وَأَنْتَ قَائِمٌ، فَلَمَّا رَجَعَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ إِلَى مَجْلِسِهِ، جَعَلَ أَصْحَابُهُ يُوَبِّخُونَهُ وَيَقُولُونَ أَنْتَ عَمُّ أَبِيهِ وَأَنْتَ تَفْعَلُ بِهِ هَذَا الْفِعْلَ! فَقَالَ: اسْكُتُوا، إِذَا كَانَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ ـ وَقَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ ـ لَمْ يُؤَهِّلْ هَذِهِ الشَّيْبَةَ، وَأَهَّلَ هَذَا الْفَتَى، وَوَضَعَهُ حَيْثُ وَضَعَهُ، أُنْكِرُ فَضْلَهُ! نَعُوذُ بِاللهِ مِمَّا تَقُولُونَ، بَلْ أَنَا لَهُ عَبْد»
وفاته تُوفّي(رضوان الله عليه) حوالي عام 210ﻫ، قيل: دفن بالعُريض في المدينة المنوّرة، وله قبر بقم المقدسة معروف يُزار.